سليمان بشارات
إسلام أون لاين – رام الله
أعلنت اللجنة التحضيرية لـ"الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" (مسيرة العودة) اليوم الخميس 12-5-2011 عن بدء فعاليات إنطلاق المسيرة المليونية السلمية لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية في العام 1948.
وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين"، قال حسن محمد أبو أحمد، عضو اللجنة التحضيرية للانتفاضة:"اليوم نعلن عن إنطلاق فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أو ما نسميها بنفس الوقت مسيرة العودة، حيث أعلن اليوم الخميس عن يوم صيام حتى يمنحنا الله القوة والإيمان على الثبات والتوفيق في هذه الخطوة السلمية".
بدورها، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثيف تواجدها بين المدن الفلسطينية بالضفة الغربية تحسبا لوقوع أي مصادمات خلال هذه الأيام نتيجة الدعوات لانتفاضة فلسطينية ثالثة وإحياء ذكرى النكبة، وقد باشرت قوات الاحتلال بنصب العديد من الحواجز الطيارة ونشر الدوريات المتنقلة.
فعاليات متدرجة
وبين أبو أحمد عضو اللجنة التحضيرية للانتفاضة أن :"فعاليات الانتفاضة الثالثة ستسير بشكل متدرج ابتداءا من اليوم الخميس حتى نصل إلى يوم الأحد 15-5-2011 وهو ذكرى النكبة الفلسطينية، وهو اليوم الذي سنشهد فيه الزحف الأكبر والمسيرة المليونية تجاه فلسطين من كافة بقاع العالم".
وتابع :"نريد بداية التركيز والتأكيد أن جميع فعالياتنا سلمية ولا تدعوا إلى العنف أو الصدام، وأعلنا اليوم الصيام حتى يوفقنا الله في هذا العمل الهادف لتحقيق حق الشعب الفلسطيني والعودة إلى أرضه التي طرد منها، كما سيشهد اليوم مؤتمر صحفي في ساعات المساء يتم من خلاله الإعلان عن باقي نشاطات الفعالية".
وأضاف أبو أحمد "يوم غد الجمعة سيشهد إنطلاق مسيرات داخل مراكز المدن التي ستشارك بهذه الفعالية، حيث تم تحديد المساجد والأماكن التي ستنطلق منها هذه المسيرات، فيما سيكون يوم السبت بدء التجمع والتجمهر في أماكن مركزية ومحددة ليتنسى لنا يوم الأحد الانطلاق بشكل موحد وبنفس التوقيت باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948".
وحول طابع الانتفاضة أو مسيرة العودة ، يوضح "هذه فعالية سلمية لا نريد من خلالها التصادم مع أي جهة عربية أو عالمية أو محلية، فجميع المسيرات التي ستنطلق من العواصم العربية باتجاه الحدود مع الاحتلال لن تقوم بأي عمل تصادمي سواء مع الأنظمة السياسية العربية لهذه البلدان أو حتى مع الاحتلال، والهدف من ذلك إيصال رسالة للعالم اننا نريد حقوقنا ولا نريد العنف كما يروج له المحتل".
SMS بالضفة
وفي سياق التحضيرات للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أو ما يسميها البعض مسيرة العودة، وصلت آلاف الهواتف النقالة للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية رسائل نصية قصيرة باسم "رابطة الشباب المسلم تدعوهم للمشاركة في "جمعة النفير وأحد التحرير".
وتدعو الرسائل للمشاركة في المسيرات التي ستنطلق يوم الجمعة تحت اسم "جمعة النفير"، وكذلك الدعوة للمشاركة في "أحد التحرير" يوم الأحد القادم. وأعلنت الرابطة في بيان لها على الانترنت عن الأماكن التي ستنطلق منها المسيرات يوم الجمعة وهي على النحو التالي؛ المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، ومسجد الحسين والتوجه نحو باب الزاوية بمدينة الخليل ، ومسجد النصر في نابلس، ومسجد جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى قرية بلعين في رام الله، ومسجد عمر بن الخطاب بالإضافة إلى قرية المعصرة في بيت لحم، ومسجد عثمان بن عفان في طولكرم، وميدان أبو علي إياد، مسجد السوق (مسجد علي بن أبي طالب) في مدينة قلقيلية.
أما يوم الأحد، فستنطلق المسيرات بالضفة الغربية الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي من المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس، ومن مدينة رام الله من أمام مسجد جمال عبد الناصر ومنه نحو دوار المنارة والتوجه بعدها نحو معبر قلنديا الإسرائيلي، ومن مدينة بيت لحم سيتم الانطلاق من مخيم عايدة ومنها إلى مسجد بلال الذي تم وضع اليد عليه من قبل الاحتلال، وفي مدينة نابلس من أمام مسجد النصر، وفي مدينة الخليل سيتم الانطلاق من دوار بن رشد حتى باب الزاوية (البلدة القديمة)، وفي مدينة جنين سيكون التجمع عند المسجد الكبير والتوجه نحو معبر الجلمة.
من جانب آخر، أعلنت اللجنة التحضيرية للانتفاضة عن تنظيم صلاة فجر مليونية فجر الجمعة 13-5-2011 حيث ستقام بمدينة القدس في المسجد الاقصى، وفي الضفة ستكون في مسجد البيرة الكبير برام الله، ومسجد عمر بن الخطاب في بيت لحم، ومسجد الأنصار بالخليل، ومسجد النبي يونس بالخليل، ومسجد النصر بنابلس، ومسجد على ابن ابي طالب في قلقيلية، والمسجد الكبير في جنين ، أما في الأراضي المحتلة عام 48 فتشمل كل من مسجد الصحوة (النقب المحتل عام 48)، ومسجد عمر بن الخطاب في كفر كنا، وملعب مدينة أم الفحم. وفي قطاع غزة ستكون في المسجد العمري الكبير ومسجد أبوسليم ومسجد القسام ومسجد الجامع الكبير بخانيونس ومسجد العودة رفح.
استعداد إسرائيلي للمواجهة
من جانب آخر، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة الانتفاضة الثالثة ، وبحسب ما نشر موقع "إذاعة الجيش الاسرائيلي" أمس الاربعاء فان تقديرات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية تشير إلى احتمالات ضئيلة أن تصل هذه التظاهرات إلى اسرائيل، وذلك لتقديرها أن تقوم الاجهزة الامنية الفلسطينية بمنع انتشار هذه التظاهرات حال اندلاعها نحو اسرائيل.
وأضاف الموقع مع وجود هذه التقديرات فان الجيش الاسرائيلي يجري الاستعدادات الميدانية لمواجهة الموقف، وذلك لاحتمال خروج تظاهرات واسعة وكبيرة كما يحدث في العالم العربي، ومحاولة استغلال موقع الفيس بوك كما حدث في الدول العربية لإخراج تظاهرات واسعة في ذكرى النكبة.
من جانب آخر، نشرت صحيفة هآارتس الاسرائيلية أمس مقالا للخبير اليهودي "مناحيم كلاين"، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة "بار ايلان" الإسرائيلية قال فيه :"إنّه في ظل الثورات في العالم العربي وانسداد الأفق أمام الفلسطينيين، وإدراكهم أن الخلاص لن يكون عن طريق الولايات المتحدة الأمريكيّة، فإن مسألة اندلاع انتفاضة ثالثة لا تنقصها إلا شرارة لإشعالها".
بدوره قال "آلوف بن" رئيس قسم المراسلين بصحيفة "هآرتس"، أنه إذا ما قرر الفلسطينيون الخروج في مظاهرات بالآلاف، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من السيطرة عليهم، ولن يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من وقفهم حتى لو ارتكب مذابح على غرار العقيد الليبي معمر القذافي، في إشارة إلى ما يجري في ليبيا من قمع للثورة الشعبية.
لحظة حرجة
بدوره، قال المحلل السياسي مؤمن بسيسو في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين" أن "قضية اللاجئين الفلسطينيين تمثل لب وجوهر القضية الفلسطينية، وحق العودة حق مقدس، ومن هنا تنبع أهمية أي نشاط أو فعاليه تتحدث عن هذا الحق، وهو ما قد يساهم في الدفع على كافة المستويات وتلقى قبولا جماهيرا واسعا".
وأوضح بسيسو "أن الاعلان عن انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تأتي في ظل مرحلة فلسطينية دقيقة للغاية ولحظة حرجة، خاصة أن هناك سياسة بالغة التشديد ينتهجها الاحتلال مقابل الحق الفلسطيني وبالتحديد حق العودة، كما أنها تأتي في ظل انسداد الأفق السياسي لتوفير حل لقضية اللاجئين، وهذا الأمر قد يدفع باتجاه انتقال الانتفاضة الثالثة أو على الأقل التأسيس لها في الأفق القريب".
وحول ما إن كانت هذه الانتفاضة ستحافظ على طابعها السلمي، أوضح بسيسو "أعتقد أنه في حال اندلاع الانتفاضة فإنها ستتطور لتشمل كافة أدوات المقاومة كما حدث في الانتفاضة الأولى عام 87 والتي انطلقت بشكل سلمي ثم أخذت طابع انتفاضة الحجارة، وبالتالي أعتقد أن هذه الانتفاضة ستكون مكملة للانتفاضات السابقة".
وختم بسيسو بالقول :"هذه الفعاليات الشعبية مهمة للغاية ويجب العمل على تطويرها بهدف قطع الطريق أمام أي حلول قد تقزم حق العودة أو تختزله".