بقلم: امل مصطفى السعيد
يا آل الأسد
حذار من اللعب بورقة المخيمات الفلسطينية
بقلم: امل مصطفى السعيد
كاتبة وإعلامية مصرية
منذ نكبة فلسطين والشعب الفلسطيني يعيش في سوريا كلاجيء في ظل ظروف افضل من تلك التي يعيشها الفلسطيني في مخيمات لبنان على سبيل المثال وهذه ليست منة او هبة من آل الاسد "الاب او الابن" وانما هبة من الشعب السوري وحكوماته الوطنية على امتداد السنوات بعد نكبة 48
والحق ان المزايا التي تمتع بها الشعب الفلسطيني في سوريا تقزمت على ايدي ال الاسد وانحصرت في هم واحد هو المتاجرة بقضيتهم واللعب على وتر "المقاومة" و"الممانعة" الكاذبة والتي لم نسمع فيها صوت اطلاق رصاصة واحدة!
تقزم الدعم السوري للفلسطينيين لمجرد ورقة يلعب بها اقليميا ودوليا متى اشتدت الضغوط على سوريا نتيجة ممارساتها وسياسياتها الشيطانية، والحق هنا ان الفلسطينيون انفسهم واخص بالذكر قياداتهم التاريخية تتحمل القسط الاكبر في تقزيم دورهم والقبول بدور الدمى في يد ال الاسد
عندما نستعرض تاريخ العلاقة السورية – الفلسطينية لا، ولن يغيب عن بالنا تدمير مخيم تل الزعتر في لبنان، ولا محاولات شق صفوف فتح رغم تحفظي على سياسات واخطاء بل وخطايا القيادات الفلسطينية في لبنان الا ان ذلك لا يحلل دم الفلسطيني او ارتكاب المجازر ضده على ايدي عصابات سوريا في لبنان
بعد اندلاع الثورة المجيدة في سوريا حاول النظام السوري استغلال الفلسطينيين وجرهم لساحة المعركة في مواجهة الثوار وقد ظهرت ملامح ذلك في الضغوط التي مورست على قيادات حماس وانتهت بمغاردتهم دمشق ووقف الدعم المادي الايراني عقابا لمشعل ورجالاته واختتمت العقوبات ودروس التشبيح باغتيال القيادي الحمساوي كمال غناجة والتمثيل بجثته لمجرد شبهة دعمه للثورة السورية
موقف حماس كان هو نفس مواقف معظم بقية الفصائل الفسطينية عدا الشبيح احمد جبريل وازلامه وكذلك مواقف فصائل يسارية تقتات من روسيا كانت وما زالت العوبة في يد النظام السوري وقد قبلت بهذا الدور المخزي منذ البداية
في اول ذكرى للنكبة بعد اندلاع الثورة السورية اراد النظام في سوريا استغلال الحدث لتخفيف الضغط الداخلي عنه فابتكر وسيلة خبيثة تمثلت في اصدار الاوامر لعناصر من جيش التحرير الفلسطيني الذي يتخذ من سوريا مقرا له بخلع ملابسهم العسكرية وارتداء الملابس المدنية والتوجه للحدود الفلسطينية – السورية بصدور عارية واقتحامها، ولما استخدم جيش العدو الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع اصرت القيادات الامنية السورية على ان يهدر الدم الفلسطيني اكراما لال الاسد وحفاظا على كراسيهم في حكم سوريا فكانت النتيجة اطلاق الرصاص من الخلف، اي من الجانب السوري! وقتل عدد من الفلسطينيين برصاص عناصر ماجورة من الجيش السوري والاجهزة الامنية السورية وهو ما ثبت لابناء مخيمات فلسطين وخاصة مخيم اليرموك الذي هب في وجه النظام رافضا ان تكون دماء الفلسطينيين سلعة رخيصة في ايدي آل الاسد وتابعنا جميعا ممارسات شبيحة احمد جبريل وما كاد ان ينجم عنها من احراق للمخيمات لولا رحمة ربك حيث وادت الفتنة في مهدها
وخلال ايام الثورة السورية المجدية حاول النظام استدراج الفلسطينيين للمعركة عندما قتل عددا كبيرا منهم في مخيمات درعا وهم يبادرون لفك الحصار عن ابناء المدينة من باب العمل الانساني لاناس محاصرين فقط
احداث منطقة الرملة البيضاء في الساحل السوري "اللاذقية" ما زالت حاضرة في الاذهان خاصة عندما اتهمت بثينة شعبان الفلسطينيين صراحة بالانخراط في الثورة السورية ورغم ذلك فشلت بثينة ومن يحركها في استدراج الفلسطينيين
النظام السوري ظل يتطلع للورقة الفلسطينية واللعب بها وتاخيرها للحظة تاريخية عندما يقارب على الانهيار وبالتالي خلط الاوراق من خلال مجزرة كتلك التي ارتكبها بقتل 16 مجندا فلسطينيا بالقرب من مخيم النيرب بحلب واتهام الجيش السوري الحر بالجريمة النكراء المروعة وخاصة مشاهد التمثيل بجثث الشباب
الحق انها محاولة رخيصة، ودنئية، وحقيرة، اعتقد ان الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية بسوريا قد تنبهوا لها وبالتالي سيسقطون هذا الرهان الاسدي الخاسر
اما لماذا يريد نظام ال الاسد اشراك الفلسطيني في المعمعة، فلانه يدرك انهم مدربون على حرب العصابات ككوادر في الفصائل الفسطينية، ولانهم موزعين على اكثر من 10 مخيمات على امتداد سوريا طولا وعرضا وبالتالي فان اقحامهم في مواجهة الثورة السورية سيشكل عامل حسم لصالح نظام ال الاسد، لو افلح، لكنه لم يفلح، ولن يفلح، بفعل الوعي باجرام النظام السوري، ولان الشعب الفسطيني اتخذ قرارا منذ البداية بالنأي عن نفسه في هذه المواجهة معتبرا من اخطاء قياداته التاريخية التي غالبا ما كانت غير متوازنة وبهلوانية احيانا من خلال الزج بالشعب الفلسطيني في قضايا داخلية انعكست على الشعب الفلسطيني بالويلات وما دروس وعبر الفسطينيين في الاردن ولبنان والكويت ببعيدة عنا
في اعتقادي ان نظام ال الاسد يلعب في قنبلة انشطارية تسمى المخيمات الفلسطينية خاصة اذا ما اتخذوا قرارا بحسم المعركة والوقوف لجانب الثورة والثوار في سوريا خاصة اذا ما تاكد لهم ان النظام هو من قتل ابناءهم فاللعب مع ابناء المخيمات خطير،،، وخطير جدا لانه وبمجرد دخولهم على الخط ستجد مطار دمشق يعج بالقيادات السورية الهاربة الباحثة عن ملاذ في ايران او روسيا
انا اعتقد ان الشرارة انطلقت من مخيم اليرموك الذي صب جام غضبه على اجرام النظام السوري وتخاذل القيادات الفلسطينية التي تدعي ان ما يحدث في سوريا شان داخلي
حذار ... حذار يا ايها النظام السوري
وحذار ثم مليون حذار يا ايتها القيادة الفلسطينية من غضبة المخيمات في سوريا
الإثنين 16 يوليو 2012 - 22:12
