الطالب

مشـــرق كالضحى مع الصـبح في إهـاب من الشباب النـادي
يطلب العلـــم في معاهــده الغر ر ويروي مـن نجــعة الوراد





طلعت شمسه على الـدار فازدا ن ضحاها باليمن والإسعـــاد
وعلى ثغـــــره ابتســامة بشــر بعثتـها هـشاشـة فـي الفــــؤاد
هو في البيت حبة القــب والعيـ ن مناط الآمال قصـد الــمراد





فرح الأهــل يوم أشـرق فيهــم كوكب لاح في سمــاء الـوادي
شب فيهم طفلا صبيـح المحــيا كابتسام الــنوار فـي الأعــواد
ومشى الطفل في الربوع صبيا يقبس المجد من سنـا الأجـداد
ثم أضحى فتى يتـوق الى الفهـ ـم ويمضي إلى سبيل الرشــاد
مــازه فوق سنـه خــــلة الفطــ نة فـي الرأي والذكـــا الوقــاد
نعمـــة أسبغت علــيه مــن اللـ ـه وفضل من السميع الهــادي





أيها الطالب الطموح الى المجـ د تقـــدم, دنيــاك دار الجهــاد
وتمعن فيما أفاض ألــو الألبـــا ب مـن حكمــة ومـن إرشـــاد
وانظر السابقين في حلبة المجـ د وطـــوف بكعبـــة القصـــاد
قـــد عـقدنا عليك كـل الأمـاني منذ نــادى البشيـــر بالميـــلاد


الشاعر (أحمد رامي):
أحمد رامي , عـرف في حيـاته بشاعر الشبـاب , ولــد عـام 1892م فـي القـــاهرة , وتعلـــم فـي مــدارسـها . أكمــل
دراستـه الجامـعية في دار العلوم عـام 1924م , ثـم سـافر الى بـاريس , ودرس فـي جـامعة (السـوربون) , وتفتـحت
شاعريته منذ الصغر , نظم العديد نت القصائد والأغاني , وصدر له أكثر من ديوان , وله ترجمة مشهورة لرباعيـات
الخيام . وقد عرف بمقطـوعاته البديعة , وشعـر الرقيق , وأغــانيه التي تغنت بها كــوكب الشـرق السيــدة أم كلثــوم .
وفي هذه الأبيات المختـارة من قصيــدة الطالب , يتحدث الشـاعر عـن الطـالب في مـراحل نمـوه المختــلفة , فيصف
مشاعر أهـله وذويه عند ميـلاده , وتعلقـهم بـه , ثم يتطـرق الى نشأته وترعرعه صبيـا وفـتى ينهـل العلـم , ويتمسـك
بالفضل ومكارم الأخلاق , ويبدي العزيمة والحرص والإصـرار على السيـر قدمـا في طـريق العـلا والمجـد . ويختــم
الشاعر قصيدته بإسداء النصح للطالب ألا يقصـر في طلـب العـز والكـرامة والعلـم والهـدى والرشـــــاد .