اسماعيل ابو شنب
النشأة:
ولد الدكتور المهندس إسماعيل بن حسن بن محمد أبو شنب في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عام 1950م بعد عامين من تهجير أسرته من قرية (الجية) الواقعة جنوب شرق المجدل وعسقلان.كان أبوه أمياً يحفظ بعض سور القرآن العظيم الذي أحبه، وحاول التعويض عن جهله وأميته بدفع أبنائه إلى حفظ القرآن خاصة، وطب العلم عامة، على الرغم من فقره، فقد كان يعمل في حراثة أراضي أصحاب الأراضي، فإذا عاد من الفلاحة، ذهب إلى دكان متواضع يبيع فيه بعض السلع البسيطة ذات الربح المتواضع جداً، ليكسب قوته وقوت أولاده ليعيشوا عيشة كريمة، ولكن هذا الأب المهجر المقهور ما لبث أن مات وترك أسرة كان إسماعيل أكبر أبنائها، وعمره بضع سنين، وتولى بعض الأقارب رعاية الأسرة ونقلوها إلى مخيم الشاطئ غرب مدينة
غزة حيث العديد من أقاربهم اللاجئين، وقد عاش معهم كما كانوا يعيشون فقراً مدقعاً، لا يعرفون من هذه الحياة سوى المخيم، عاشوا جميعاً عيشة تعيسة بائسة، وزادتهم حياة المخيم يتماً وبؤساً وتعاسة.
تعليمه:
أرسله أبوه إلى مركز تحفيظ القرآن في مخيم النصيرات ليحفظ القرآن الكريم وأرسله إلى المدرسة الابتدائية التابعة لوكالة غوث اللاجئين بالمخيم، واستطاع الطفل إسماعيل أن يحفظ نصف القرآن الكريم وهو تلميذ صغير في المدرسة الابتدائية (1956 – 1961م).وبعد وفاة أبيه وانتقال الأسرة إلى مخيم الشاطئ أنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة غزة الجديدة التابعة لوكالة الغوث عام 1965م.
ثم انتقل إلى مدرسة فلسطين الثانوية، ونال الثانوية العامة سنة
1967م بعد حرب حزيران (يونيه) وكان إسماعيل دائماً من الطلاب المتفوقين على أقرانه.بعدها التحق بمعهد المعلمين في مدينة رام الله، لأن الجامعات العربية ما كانت تعترف بتلك الشهادة الثانوية التي حصل عليها من ثانوية فلسطين.
ودرس اللغة الإنجليزية في المعهد، وكانت مدة الدراسة فيه سنتين، يتخرج بعدهما الطالب ليكون معلماً في مدرسة ابتدائية.
وقبل الامتحان الأخير ترك المعهد وأعاد امتحان الشهادة الثانوية
بإشراف وزارة التربية والتعليم المصرية، ونال درجات عالية أهلته للدراسة في كلية الهندسة بجامعة المنصورة بمصر، وتخرج فيها عام 1975م بدرجة امتياز، فقد كان الأول على دفعته وقد حاول أحد أساتذته استبقاءه في الجامعة ليكون فيها (معيداً) ويتابع دراسته العليا في الجامعة، ولكنه آثر العودة إلى الوطن ليعلم فيه، ويرعى أسرته ويعلم أخواته.
وفي الوطن تعاقد مع جامعة النجاح في نابلس التي أرسلته ضمن بعثة دراسية للمهندسين لاستكمال دراساتهم العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، فحصل على شهادة الماجستير في هندسة الإنشاءات من جامعة كالورادو) عام 1982م، ثم عاد إلى الوطن ليدرس مادة الهندسة في جامعة النجاح، ثم سنحت له فرصة أخرى لاستكمال دراسته في الولايات المتحدة التي سافر إليها عام 1983م وبدأ دراسته بحيوية وجدية للحصول على الدكتوراه ولكن جامعة النجاح استدعته لحاجتها إليه من أجل التدريس في الجامعة فقطع دراسته وعاد إلى الوطن والتحق
بالجامعة، ثم سافر إلى أمريكا مرة أخرى وإلى مصر من أجل استكمال دراسته.
وظائفه:
بعد تخرجه في جامعة المنصورة بمصر وعودته إلى الوطن، عمل مهندساً للمشاريع في بلدية غزة مدة خمس سنين، كان فيها مثال الاستقامة والأخلاق السامية، والمهنية العالية.ثم استقال من البلدية ليسافر في بعثة دراسية إلى أمريكا وبعد نيله شهادة الماجستير وعودته إلى الوطن، عين رئيساً لقسم الهندسة
المدنية في جامعة النجاح، وظل في منصبه هذا حتى أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جامعة النجاح أواخر عام 1987م بعيد اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى.
وكان المهندس إسماعيل من مؤسسي جمعية المهندسين الفلسطينيين في غزة سنة 1976م، وكان عضواً في مجلس إدارتها ونقيباً للمهندسين في السنة نفسها.
واعتقلته قوات الاحتلال وحكمت عليه مدة ثماني سنوات (1997-1989م)
وهو نقيب المهندسين، وبعد الإفراج عنه أُعيد انتخابه رئيساً لمجلس الإدارة، ونقيباً للمهندسين حتى لحظة استشهاده.
وعمل الشهيد أستاذاً محاضراً في كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في غزة، ورئيساً لكلية العلوم التطبيقية في الجامعة الإسلامية، ورئيساً
السبت 27 نوفمبر 2010 - 16:53
