فؤاد الرازم
فؤاد الرازم أسطورة مقدسية كانت وما زالت تهز عروش الغطرسة والطغيان والظلم وهوداخل سجون الصهاينة طوال 28 عاما ً .
نشأ منذ صغره على حب وطنه فلسطين وحب بذل الروح رخيصة لعيونها .
اعتاد منذ صغره على أن يؤدي صلاته في المسجد الأقصى مسرى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.
هب وهو ما زال شابا ً صغيرا ً مضحيا ً ملبيا ً نداء الكفاح ضد الغاضب
المستعمر , ليكون الأول في مقدمة صفوف المناضلين الذين جعلوا التضحية
والعطاء نبراسا ًلحياتهم .وكان مطلوبا ً في ذلك الوقت للاحتلال بسبب
مشاركة في المظاهرات والأعتداء على بعض الجنود الصهاينة أثناء مشاركته في تلك المظاهرات.
وفي 4/4/1978 وخلال احدى الاشتباكات مع الجنود الصهاينة المدججين بالأسلحة
وبين المواطنين المقدسيين العزل, رأى جنديا ً يعتدي على عجوز , فصعد على
أحد أسطح البيوت وقفز على ذلك الجندي فقتله .
وتوالت تلك العمليات يوما ً بعد يوم , وكان فؤاد يزداد ثقة وتصميماً وعزما
ً بيوم النصر , الى أن جاء يوم اقتحم فيه الجنود الصهاينة منزله, واعتقلوه
واقتادوه الى السجن الذي سيمضي فيه معظم لحظات حياته. وقد تعرض في السجن
الى عمليات تعذيب قاسية للاعتراف بالثوار الآخرين ولكنه رفض الادلاء بأي
اعتراف يشفي غليل السجان.
وقدم الى المحاكمة في المحكمة العسكرية وتحدى القاضي بشجاعة باهرة مع أنه
كان مسلحا ً , وحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و11عاماً , فأفلت نفسه من الجنود
الذين كانوا يمسكون به وهجم على ذلك القاضي وضربه, فضربه الحراس بعصاً على
رأسه ففقد وعيه داخل المحكمة.
فكان عقابه قاسياً مريرا ً لذاك الفعل ,فعزل لشهور في زنزانة في أقصى
الظروف .اقتيد من سجن الى سجن , وبقي يقاوم المحتل خلف قضبان زنزانته ,
ومرت سبع سنوات ولم يستطع رؤية والدته المريضة والعاجزة عن أن أي حركة.
وبعد فترة,أتى الفرج وكان اللقاء الذي جمع فؤاد بأمه وطلب منها الرضى فقدمت له,لحظات لن ينساها ماحيي.