الفلسطينيون في إسرائيل هم البقية الباقية من الشعب الفلسطيني الذي نكب عام 1948 وتحول معظمه إلى لاجئين بعد طردهم من موطنهم.
تمتاز هذه المجموعة الفلسطينية في الدولة كونها مجموعة أصلية. ولهذه المجموعة روايتها التاريخية الخاصة التي تتعارض في معظم الأحيان مع الرواية التاريخية للأكثرية خاصة فيما يتعلق بالصراع على الأرض والهوية وتعريف ماهية الدولة.
وينعكس هذا الصراع والتناقض بين المجموعتين القوميتين في كثير من مناحي الحياة، بما في ذلك المناهج التعليمية. فوزارة المعارف الإسرائيلية لم تباشر حتى اليوم بمشروع يأخذ بالحسبان رواية وهوية الأقلية العربية الفلسطينية في الدولة، بل قامت على الأغلب بإتباع سياسة مغايرة. على سبيل المثال قامت وزارة المعارف في السنة الأخيرة، بإعداد 100 مصطلح ليدرسها جميع طلاب الصفوف الثامنة ويمتحنوا بها. وتمحورت أكثر من نصف المصطلحات حول اليهودية والصهيونية، فيما جاءت المصطلحات ذات الصلة بالعرب في سياقات ثقافية-تراثية. أي أن هنالك تغييبا واضحا ومقصود لمسائل جوهرية تربط العربي الفلسطيني بهذه البلاد.
من هذه المنطلقات جميعا، جاءت الحاجة لإصدار هذه الكراسة لتضع أمام طلابنا مجموعة من المصطلحات الأساسية المتعلقة بدوائر انتمائهم الأساسية(الدينية والمدنية والقومية والانسانية العامة) وذلك لنمنح طالبنا فرصة التعرف على ثقافته ودوائر انتمائه بشكل أعمق وأوسع، بما يمكنه من معرفة الأخر واحترامه واحترام الميراث الإنساني العام.
وقد ارتأى القائمون على هذا المشروع والمساهمون فيه أن يتم تعريف المصطلحات وعرضها بشكل علمي مدروس، بعيدا عن الغلواء والمغالاة أو الحذف والطمس والتغييب، وعرض الوقائع التاريخية بشكل أقرب ما يكون إلى الواقع، اخذين بالاعتبار أنه لا يتأتى لأحد أن يدعي الاستحواذ الكامل على الحقيقة.
وقد ارتأينا كذلك أن نضيف للمصطلحات المعرفة جملة من المصطلحات ذات الصلة، علها تكون أساسا لفعاليات تربوية في الصفوف يكون من شأنها الاستزادة من منهل المعرفة، الذي لا يمكن حصره في عمل واحد مهما بلغت دقته وترامت أبعاد شموليته.