منذ 30 يوما ، لم يسلم بيت أو زقاق أو حقل أو مسجد أو بيت عتيق من المداهمة والتفتيش من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بعد الإعلان عن مقتل خمسة من المستوطنين في مستوطنة إيتمار في الحادي عشر من آذار الماضي.
وداهمت قوات كبيرة من جيش الإحتلال مدعمة بالجيبات العسكرية وناقلات الجنود والكلاب البوليسية معظم بيوت قرية عورتا الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة نابلس مخلفة وراءها دمارا وخراباً وخسائر مادية لكثير من عائلات القرية.
وذكر رئيس مجلس قروي عورتا بأنه على مدار الثلاثين يوماً الماضية كان هناك استخداما للعنف وإحتجاز لسكان القرية، حيث تم إعتقال ما يزيد عن خمسمائة مواطن منهم ما يقارب 200 إمراة والعديد من المسنيين والمرضى ناهيك عن الأطفال.
وأضاف عواد بأن سلطات الاحتلال لازالت تحتجز 71 شاباً لم يفرج عنهم حتى هذا اليوم، إضافة إلى الفتاة "جوليا مازن نياز" التي لم تبلغ السادسة عشرة من عمرها هي وأمها وأبيها. في حين أفرج عن أمها بعد 11ساعة من الإحتجاز والإستجواب في معسكر حوارة ، وخمسة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 17 عاما .
وشدد رئيس المجلس القروي على ضرورة وجود حراك واسع على المستوى الرسمي والدولي لوقف الانتهاكات اليومية بحق سكان القرية الذين يعيشون حالة من الرعب والخوف اليومي والقلق من المداهمات لبيوتهم دون سابق إنذار وأي مبرر . مشيراً في ذات الوقت الى إستمرار ما يجري في عورتا سيؤدي إلى تفاقم معاناة أهل القرية وهو كارثة إنسانية وعقاب جماعي الهدف منها الإستيلاء على أكبر جزء من أراضي القرية القريبة من مستوطنه إيتمار ، فعلى المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته، قائلاً:" لا يكفي التنديد والإستنكار بل نحن بحاجة إلى عمل على أرض الواقع لتفادي كارثة يكون ضحيتها قرية بكاملها يتجاوز عدد سكانها 6500 نسمة".
ونوه الى ان مساحة قرية عورتا 22 الف دونم ، والتي تقع في منتصفها مستوطنة ايتمار التي تصادر 12 الف دونم من اراضي القرية ، وبذلك يمنع الفلاحين من الوصول الى جميع اراضيهم الزراعيه المحاذية للمستوطنة ، وفي الحملة التي تم مداهمة القرية فيها تم مصادرة مزيد من الاراضي الزراعية المعمرة تعرف بـ" خلة سلكون وخربة حية ، وبئر نيازي وحجافه والبياضة " من اراضي الواد الشرقي ، وتم وضع كرفانات فيها وتجريف شجر الزيتون الرومي