كتب يقول على وكالة معا بقلم : منذر ارشيد
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله
وقد خرج عددٌ لا بأس به من أشراف الأمة من الأسر وبقي من بقي من هؤلاء الأشراف الأبطال
وكما كانت هذه المفاجئة فليس على الله غريب ولا عجيب فنرى البرغوثي وسعدات وأبو الهيجا وكل أحبائنا الأسرى الأحرار
وماذا بعد ..!
الآن وبعد أن ينفض السامر هل ستنتهي الحكاية .. وحكايتنا لم تبدأ بعد :
الآن وقد سمعنا ما يثلج صدورنا في غمرة الفرح وقد تحقق الحلم وأدلى كلٌ بدلوه وقال كلمته المفرحة والتي بعثت الأمل من جديد
قالها أبو مازن وقالها أبو العبد وقالها أبو الوليد وشدد عليها حسن يوسف
وكل فلسطيني حر قال ...تعالوا لنلتقي على كلمة سواء
فلتسقط كل الشعارات والبيانات والكلمات أمام تضحيات الشهداء وأمام أنين الأسرى والأسيرات الذين ما زالوا يقبعون خلف القضبان
وأقولها بكل ثقة أن تنفيذ المصالحة سيكون أجمل هدية للأسرى وأكبر عزاء لهم في محنتهم المتواصلة
ما عاد هناك من حجة أو سبب للمماطلة ولا للأعذاركي يطول الإنتظار.!
شعبنا سئم من الكلام حول أسباب عدم إتمام المصالحة وإنهاء مظاهر الأزمة وعودة المياه إلى مجاريها
ومن المعيب أن يستمر إعتقال أي طرف لأعضاء من الطرف الاخر
من المعيب والمخزي أن نتحدث عن صفقة يتم فيها إفراج معتقلي فتح وحماس والعالم يتحدث عن صفقة بيننا وبن العدو الإسرائيلي
يجب أن يتم إنهاء هذه المشكلة وبصمت وبدون أي بهرجة لأنها معيبة والله
كفى كفى كفى فاليجلس الجميع من كافة الفصائل والأحزاب وعلى رأسهم فتح وحماس وليبدأوا ليس حوارا ً , وإنما نقاشا ً حول المسائل الإستراتيجية والوطنية وليأخذوها بنداً بنداً وينقاشوا كل التفاصيل
من يطرح برنامج المقاومة يطرح كل ما عنده بكل شفافية
ومن يطرح برنامج المفاوضات فاليطرحها بكل صراحة ووضوح
ولتوضع كل النقاشات في بوتقة التفاهم بما تقتضيه مصلحة القضية والوطن
نعم لقد أثبتت عملية تحرير الأسرى أن المقاومة هي ما يجبر إسرائيل على الرضوخ ولكن علينا الإعتراف بأنه من خلال التفاوض الذكي والحكيم والإصرار والصبر كانت النتائج
إذاً لا مشكلة بين النهجين فالمشكلة بكيفية إدارة الصراع وأدواته,
فطرفي المعادلة في الساحة الفلسطينية فتح ومن بنهجها ,وحماس ومن بنهجها يكملان بعضهما بعضاً ولا يجب أن يتنافرا بل على العكس تماما ً عليهم دمج النهجين بنهج واحد يجمع كل ما هو مفيد لتحرير الأرض من براثن المحتل وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والإستقلال والعودة
العالم كله يتغير من حولنا وعلينا أن نتعلم من تجربة الماضي ونفهم أن المستقبل للشعوب وما عاد هناك مستقبل للقيادات المتحجرة التي لا تتفهم بأن موازين القوى تتغير وتتحول مع تحول قادم للمعادلات الدولية والإقليمية, وأن رياح التغيير ستعصف بكل ما هو خفيف الوزن مهما كبُرَ وتعاظم مظهره "فلا أحد أقوى من إرادة الله فلن يبقى الطواغيط ولن تبقى القوى العظمى على حالها وستصعد القوى المظلومة لتأخذ حقوقها حتماً ليس بالتمني وإنما بالعمل الجاد والتضحيات الجسام "وليس غريبا ًولا عجيبا ًولا مستهجنا ًبأن المستقبل سيكون لنا ولكل المظلومين ..
ولتفتح قنوات التواصل بين غزة والضفة بكل أريحية وليتم الاتفاق على مواعيد محددة للأنتخابات التشريعية والتنفيذية وترتيب المنظمة ترتيبا يكفل مشاركة حقيقية لكل أطراف العمل الوطني الإسلامي
شعبنا ما عاد يطيق التبريرات فالمصالحة يجب أن تتم وبأسرع وقت ممكن
وإلا فالتذهبوا جميعاً إلى الجحيم
الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 21:34
