الثورة الفلسطينية 1936- 1939
هي جملة المبادرات الكفاحية التي لجأ إليها الفلسطينيون في الفترة الواقعة بين نيسان 1936 وحتى كانون الأول 1939 وذلك في سياق الضغط الذي مارسوه على بريطانيا لإعطائهم ما أعطته لبلاد عربية مجاورة من رموز أولية للاستقلال ووقف دعمهم لمشروع الوطن القومي اليهودي. يمكن تقسيم هذه الفترة لأربع مراحل أساسية:
1. فترة الإضراب العام: امتدت من 15 نيسان- 13 تشرين الأول 1936، وهي مرحلة أعلن فيها الفلسطينيون الإضراب والعصيان المدني وأوقفوا جميع أشكال التعامل مع بريطانيا والمستوطنات اليهودية. توقف الإضراب بعد تدخل الملوك والأمراء العرب.
2. فترة الترقب والانتظار لتوصيات اللجنة الملكية برئاسة اللورد بيل، وقد امتدت من منتصف تشرين الأول 1936 حتى مطلع تموز 1937: تميزت هذه الفترة بالهدوء الحذر ترقباً لتوصيات اللجنة الملكية البريطانية، التي صدرت في مطلع تموز 1937 وأوصت بتقسيم فلسطين.
3. فترة المد في الثورة المسلحة: استمرت من منتصف تموز 1937 حتى تشرين الثاني 1938، وتميزت هذه الفترة بالتنظيم الحسن والتعاون والتناغم بين الثوار وطبقات الشعب المختلفة. في هذه الفترة تمت إقامة لجنة سياسة تشرف على تسليح الثورة والتنسيق بين قياداتها، عرفت بلجنة الجهاد المقدس وكان مقرها دمشق. كما وتم تشكيل محكمة للثورة تولت إدارة الشؤون القضائية للمواطنين والبت في النزاعات بينهم.
4. فترة الجزر في الثورة: امتدت من تشرين الثاني 1938 حتى كانون الأول 1939. تميزت هذه الفترة بتراجع قوة الثورة ومدى تناغمها مع الفئات الشعبية والقيادات السياسية وتفشي ظاهرة التصفيات على خلفية شخصية وحمائلية، الأمر الذي تطور إلى حرب أهلية، سيما بعد تأسيس فصائل السلام المناهضة للثورة والمؤيدة للاٍنجليز.