غزة- 18-6-2011- أدان الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، اشتراط سلطات الإحتلال الإسرائيلي بتقديم العلاج اللازم والأجهزة المساعدة لبعض الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجونها ومعتقلاتها مقابل أن يتكفلوا بتسديد المصاريف والتكاليف المادية على نفقتهم الخاصة ، مستغلة بذلك معاناة الأسرى المرضى وحاجتهم الملحة للعلاج ، وهذا يخالف بشكل فاضح كافة المواثيق والأعراف والإتفاقيات الدولية ذات الصلة بالموضوع والتي تُلزم الدولة الحاجزة بتغذية المحتجزين واعاشتهم دون مقابل ، وحمايتهم من خطر الأمراض والموت ، وبتقديم الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية مجاناً.
وقال فروانة بأن الأسير " أحمد سمير عصفور " ( 22 عاماً ) أصيب خلال الحرب على غزة ويعاني من اصابات عديدة واعاقات جسدية ، تتمثل ببتر أصابع اليد اليمنى وتعطل الحركة في اليد اليسرى بالكامل وفقد جزء من الأمعاء واصابة بالعين اليمنى ويعاني من مرض السكري حيث سبق وان أجريت له عملية استئصال للبنكرياس في جمهورية مصر العربية ، وكان قد اعتقل على معبر بيت حانون / ايرز بتاريخ 24-11-2009 ، اثناء توجهه للعلاج في مستشفى ( سانت جوزيف ) بالقدس وحُكم عليه بالسجن مدة ( 30 ) شهراً ..
وتابع : وبعد تدهور حالته الصحية وعدم تحمله للألم وفقدانه القدرة على الحركة واستمراره بالصراخ ، وبعد الحاح زملائه الأسرى أوصى الأطباء بضرورة تركيب جهاز خاص لتنظيم السكر بالجسم وافقت ادارة سجن " ايشل " الإسرائيلي ببئر السبع على ذلك ، للتخلص من حالة الإزعاج التي يشكلها الأسير المريض بصراخه المتواصل ومطالبته ومطالبة زملائه الدائمة بضرورة علاجة ، لكنها اشترطت بأن يدفع ذويه أولا مبلغ وقدره ( 7836.20 ) شيكل ، أي ما يعادل ( 2250 $ ) لحساب مالية السجن تحت رقم ( 0081153 ) وذلك ثمناً للجهاز الخاص بتنظيم عمل السكر بالجسم ونوعه ( CCU CHEK SPIRIT ) ،
مبيناً بأن الأمر لا يتوقف على ثمن الجهاز وتركيبه ، وانما طلبت ادارة السجن أيضاً من الأسير " عصفور " دفع مبلغ وقدره ( 1340 شيكل شهرياً ) ثمناً للعلاج ( الأنبول ) الذي يحتاجه الجهاز ونوعه ( Slex Link ) ، وقد اضطر الأسير المريض " عصفور " بالتوقيع على عقد وتعهد عرض عليه من قبل ادارة السجن بدفع المبالغ المذكورة .
وأوضح فروانة بأن عائلة الأسير " أحمد عصفور " تعاني كغالبية عائلات قطاع غزة من ضائقة مالية وأوضاع اقتصادية صعبة ، تحول دون تمكنها من توفير المبالغ المطلوبة ، مما دفعها لتوجيه مناشدة للسيد/ عيسى قراقع وزير الأسرى والمحررين ، أوائل حزيران الجاري ، والذي تفهم وضعه ويسعى لمساعدته .
كما وناشد والده مرات عدة المؤسسات الحقوقية والإنسانية للتدخل لإنقاذ حياة ابنها الأسير ومساعدته في تغطية ثمن الجهاز والعلاج المطلوب أولاً ، كمقدمة لضمان اطلاق سراحه واستكمال علاجه في المستشفيات الفلسطينية والعربية في ظل الشكوك في مدى جدية ادارة السجون بعلاجه في ظل سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها ادارة السجون في تعاملها مع الأسرى المرضى ، والتي كانت سبباً مباشراً في إستشهاد مئات الأسرى داخل سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، أو بعد خروجهم من السجن.
وناشد فروانة كافة المؤسسات واللجان المختصة الى بذل مزيدا من الجهد لمساندة الأسرى المرضى وانقاذ حياتهم والسعي الدائم لتسليط الضوء على معاناتهم والضغط باتجاه الزام " اسرائيل " على توفير الرعاية الطبية لهم كمقدمة أساسية لإطلاع سراحهم ، خاصة وأن هناك المئات من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة كأمراض القلب والسرطان وأن العشرات من الأسرى يعانون من اعاقات جسدية ونفسية .
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية