وكالة فلسطين برس للأنباء تكشف عبر تقرير حصري عن بعض تلك الأساليب, والتي خصصته للحديث عن ( العصافير) داخل السجون الإسرائيلية, وكيفية التعامل معها وكشفها من قبل الأسرى..
ويروي الأسير المحرر ' أبو سائد ' الذي رفض الكشف عن هويته الحقيقية لحساسية الموضوع عن تفاصيل ما يدور داخل السجون وكيفية التحقيق مع الأسرى لإستخراج المعلومات منهم, فيقول تبدأ مرحلة التحقيق منذ لحظة الإعتقال الأولى بحيث يقوم ضباط الإحتلال بممارسة شتى أنواع الإهانة والتعذيب بحقك لحين الوصول إلى مركز الإعتقال, وهناك تبدأ مرحلة أخرى من الابتزاز والتحقيق تتمثل في محاولة لثني إرادة الأسير وإقناعك بأنهم يعرفون كل المعلومات عنك '.
ويضيف أبو سائد ' في غالب الأمر تكون المعلومات بسيطة التي وصلت للاحتلال ولا تكون كافة, ولكن المحقق يحاول أن يفهمك أن لديهم معلومات كافة عن نشاطاتك, لكي يوقع بالأسير في الإعتراف بأشياء لم يرتكبها ليحاكم عليها الأسير بتهم واهية '.
رحلة العصافير
ويشير الأسير المحرر أبو سائد إلى أنه في بعض الأحيان وعندما يستصعب المحقق الإسرائيلي في الوصول إلى إعترافات الأسير, يتم تحويله إلى العصافير ( وهي مصطلح يطلق على عملاء الإحتلال داخل السجون) وهناك تكون رحلة أخرى من التحقيق لإستخراج المعلومات ولكن وليس بالشكل الذي يعرفه الكل !!.
تقسيمات العصافير في السجون
وهنا تبدأ الحكاية فيسرد أبو سائد تفاصيل وتكوينات العصافير داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي والتي تبدأ في سجن المسكوبية القريب من مدينة القدس المحتلة والذي يتكون من غرفتين للعصافير حيث يعتبروا هؤلاء العصافير من أصعب العصافير المتواجدين في سجون الإحتلال فيقول أبو سائد ' هؤلاء العصافير تم تخصيصهم لإنتزاع الإعتراف من الأسير بأي شكل كان وغالباً ما يتم إدخال الأسير وسطهم ويكونون مدربين جيدا '.
ويضيف ' يتم إدخال الأسير إلى سجن المسكوبية وهناك يتم التعامل معك في أول ثلاثة أيام بشكل عادي, وبعد الأيام الثلاثة يأتيك الموجة أو المسؤول ليبلغك أنه يريد معرفة قضيتك لكي يراسل فصيلك السياسي وذويك في الخارج, وفي حال لم تتعامل معه أو مع العصافير الأخرى التي لا تعرفها يتم الإعتداء عليك بصورة وحشية لدرجة التكسير بتهمة أنك ( عميل)..!!.
وينوه أبو سائد أن سجن المسكوبية يتم تحويل عليه الأسرى المتهمين في عمليات فدائية كبيرة أو يقفون وراءها وغالباً من يتم تحويلهم لا يتجاوبون مع المحققين الإسرائيليين فيتم تحويلهم إلى المسكوبية للتحقيق وإستخراج المعلومات.
أما سجن عسقلان ويتكون من ست غرف للعصافير مفتوحة على بعضها البعض, ومقسمة بحسب الخطة الإسرائيلية إلى عدة أقسام تشتمل على عصافير يدعون أنهم ينتمون للفصائل السياسية الفلسطينية, وهنا يتم معرفة الأسير إلى أي فصيل سياسي يتبع ويتم إدخاله بين العصافير لإنتزاع الإعترافات منه بأسلوب خبيث حيث يقومون العصافير بتعريف أنفسهم على أنهم أسرى مناضلون فلسطينيون.
ثالثاً عصافير مجدو الذين يتواجدون في غرفتين فقط, وأخيراً عصافير الجلمة ويقطنون في غرفة واحدة وعددهم 10 عصافير يقومون بالتحقيق مع الأسرى بشكل كامل ونقل المعلومات إلى ضابط التحقيق لمحاكمة الأسير على التهم التي إعتراف بها للعصافير دون أن يعرف.
كيف يعرف الأسرى العصافير داخل غرفهم..
وهنا يكشف أو سائد تفاصيل القبض على 'عميل' أي عصفور كان داخل غرفتهم في سجن ريمون القريب من سجن نفحة الصحراوي, قائلاً ' يتم التركيز داخل غرف الأسرى على سلوك الأسير وتحركاته ', موضحاً أن العصافير يقومون بنقل المعلومات عن الأسرى غالباً عبر كتابة ورقة بها الإفشاء مثلاُ عن هاتف خليوي ويقوم بإلقاء الورقة عبر شباك الحمام مثلاً إلى الخارج وهناك تكون الإستخبارات الإسرائيلية بإنتظار إشارة العصفور لإقتحام القسم أو الغرفة.
وأشار إلى أن أساليب عدة تبعها العصافير داخل غرف الأسرى يتم كشفهم في نهاية المطاف, منها ' التواصل مع الإستخبارات الإسرائيلية عبر رسائل من داخل الحمامات أو عبر البوابات وهنا يتم كشفهم وإذا تم ذلك تقوم على الفور إدارة السجن بإغلاق كافة بوابة السجن وإخراج العصفور الذي كشف أمره '.
إضافة إلى ذلك يقول أبو سائد الأسير المحرر أن أحد أسباب معرفة العصفور داخل السجن توافر الأموال والدخان بشكل دائم معه وهذا ما يؤدي لإكتشافه كون الأمور داخل السجون مفتوحة '.
قضية المحسوم العسكري وحكم المؤبدات
ويكشف أبو سائد عن قضية أحد منفذي عملية المحسوم العسكري ومقتل مستوطنين إثنين في الضفة الغربية, فيقول ' ألقت قوات الإحتلال الإسرائيلي على أحد المواطنين من الضفة الغربية على خلفية إنتمائه إلى حركة حماس وإلقائه جلسات في المسجد, وهنا تم إدخاله على عصافير مجدو, حيث تم إغواءه من قبل العصافير على أنهم نفذوا عمليات بطولية الخ.. (...) ليعترف الأسير بقيامه برفقة أخاه وإثنين آخرين بعملية الحاجز العسكري '.
ويضيف أبو سائد ' على إثر ذلك تم إلقاء القبض على شقيق الأسير وأصدقائه الإثنين وبعد مواجهتهم بالإعترافات تم الحكم عليهم لقتلهم مستوطنين إثنين وإصابة أربعة آخرين بمؤبدات '.
فلسطين برس